تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي
 welcome image

03

اتجاهات و مؤشرات الأقتصاد المحلي

arrows
arrows

الوضع الاقتصادي للمملكة خلال عام 2023م

علــــى الرغــــم مــــن اســــتمرار الجهــــود العالميــــة المبذولة مــــن أجل تعافي النشــــاط الاقتصادي جراء آثار جائحــــة كورونا، إلا انه مــــا زال الاقتصاد العالمي يواجه تحديات مســــتمرة أعاقت النمو الاقتصادي العالمي. فقد تأثرت اقتصادات عدد من الدول بالأحــــداث الجيوسياســــية وما تبعها من تقلبات فــــي معدلات التضخــــم واضطراب في سلاسل الامداد. فضلا عن ارتفاع مستويات الديــــون العامة، إلى جانــــب التوتــــرات الحاصلة فــــي أســــواق الطاقــــة ومــــواد الخــــام. وفي ظل هذه الأوضاع، قامت البنوك المركزية بتشــــديد السياســــات النقديــــة بهــــدف احتــــواء التضخــــم. ونتيجــــة لذلك، شــــهد النشــــاط الاقتصــــادي في الدول المتقدمة والناشئة تباطؤا ملحوظا. وأدى ذلــــك إلى تفاقم حالــــة عدم التيقــــن الاقتصادي العالمــــي. حيث تشــــير تقديرات صنــــدوق النقد الدولــــي إلــــى تباطؤ فــــي نمو الاقتصــــاد العالمي خلال عــــام 2023م مقارنــــة بالعــــام الماضــــي بنســــبة %3. وعلى المســــتوى المحلــــي، واصل اقتصــــاد المملكــــة دوره التنمــــوي وتعظيــــم عوائده ومكاســــبه الاقتصادية والاجتماعية من خلال الاســــتمرار في تنفيذ البرامج والإصلاحات الهيكليــــة والاقتصاديــــة بهــــدف تنويــــع القاعدة الاقتصاديــــة وتوفيــــر بيئــــة اســــتثمارية جاذبــــة وتعزيــــز وتطويــــر اســــتثمارات القطــــاع الخاص ورفع مســــاهمة الاقتصاد غير النفطي في النمو الاقتصــــادي ودعم اســــتقرار الاقتصــــاد المحلي وتحقيق الاستدامة الاقتصادية.

كمــــا ســــاهمت جهــــود المملكــــة فــــي تطبيــــق السياســــات المالية للمحافظة على اســــتمرارية الاســــتدامة الماليــــة بجانب تســــريع عجلة النمو الاقتصادي لتحقيق مستهدفات وتطلعات رؤية الســــعودية 2030 والمضــــي قدمــــًا فــــي تنفيذ المشاريع التنموية المتنوعة.

ووفقــًا لتقديــــرات الهيئة العامــــة للإحصاء، فقد شهد الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي انخفاضًا طفيفــــًا بنســــبة %0.8 مقارنة بالعام الســــابق، ليصــــل إلــــى 3.5 ترليــــون ريــــال (وفــــق منهجية السلاســــل المتحركة.) ويعود الســــبب في ذلك إلى تراجع الأنشطة النفطية بنسبة %9 مع التزام المملكة بالخفض الطوعي لإنتاج النفط ضمن  اتفاقية أوبك بلس، حيث شــــهد متوسط أسعار ســــلة أوبك في عــــام 2023م انخفاضــــًا بحوالي %17 مقارنــــًـة بالعــــام الســــابق. في حين شــــهد القطاع غيــــر النفطي ارتفاعًا وصــــل إلى %4.4 مقارنـــًـة بالعام الســــابق، وكانت نسبة مساهمته في الناتــــج المحلي الإجمالي لعــــام 2023م قد ارتفعت من %47 في العام الســــابق لتصل إلى حوالــــي %50 والتي تعد النســــبة الأعلى تاريخيًا في مســــاهمة القطاع غيــــر النفطي فــــي الناتج المحلــــي الاجمالي. ويعــــود ارتفــــاع القطاع غير النفطــــي إلى نمو حجــــم الاســــتثمارات والعديد من الأنشطة الاقتصادية الرئيسية كنشاط تجارةالجملــــة والتجزئــــة والمطاعم والفنادق بنســــبة %7، وخدمــــات المــــال والتأميــــن والعقــــارات وخدمات الأعمال بنسبة %4، والتشييد والبناء بنسبة %4.

4.4

نسبة نمو القطاع غير النفطي

3.5

ترليون ريال الناتج المحلي الإجمالي بالمملكة
arrows

128

مليار ريال فائض ميزان المدفوعات في نهاية 2023م

1200

مليار ريال قيمة الصادرات السلعية

776

مليون ريال قيمة الواردات السلعية

وأشــــارت بيانــــات الهيئــــة العامــــة للإحصــــاء إلــــى بلوغ المتوســــط الســــنوي للرقم القياسي لأسعار المســــتهلك حوالــــي 109.45 فــــي عــــام 2023م وبنســــبة إرتفــــاع تصــــل حوالي %2.3 عمــــا كانت عليه في العام الســــابق. ويُعزى ذلــــك نوعياً ما إلى ارتفاع أســــعار أنشطة الســــكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة %8 تقريبًا إذ ارتفع سعر الوقود السائل بنسبة %15، بالإضافة إلى زيادة الأســــعار في أنشطة المطاعم والفنادق بنســــبة %4. ومــــن الجديــــر ذكــــره أن مســــتوى التضخــــم في المملكة يعتبر مــــن أقل المعدلات العالميــــة، يأتــــي ذلــــك بفضــــل متانــــة الاقتصــــاد المحلــــي واتخــــاذ المملكــــة التدابيــــر والإجراءات الاقتصادية مبكرًا للتصدي لموجة الارتفاعات في معدل التضخم العالمية.

بالنســــبة للحســــاب الجاري لميــــزان المدفوعات ووفقــــًا للتقديــــرات الأوليــــة للبنــــك المركــــزي الســــعودي، فمــــن المتوقــــع أن يســــجل فائضًا يصــــل إلــــى 128 مليــــار ريــــال حتــــى نهايــــة عــــام 2023م، مقارنــــة بفائــــض قيمتــــه 568 مليــــار لنفــــس الفتــــرة من العــــام الســــابق. حيث حقق الميــــزان التجاري فــــي نهايــــة 2023م فائضًا بلغ 424 مليــــار ريــــال وبنســــبة انخفــــاض تصل إلى حوالــــي %49. في حين أن الميــــزان التجاري في حال اســــتثناء الصادرات النفطية قد سجل زيادًة فــــي العجــــز فــــي نهايــــة 2023م بنســــبة %27، ليصــــل إلــــى 503.6 مليــــار ريــــال بعــــد أن كانت قيمتــــه فــــي 2022م حوالــــي 396.3 مليار ريال. حيــــث بلغت قيمــــة الصادرات الســــلعية في عام 2023م نحو 1,200 مليــــار ريال نتيجة انخفاض الصادرات النفطية بنسبة %24 لتصل إلى 928 مليار ريال، وانخفضت قيمة الصادرات السلعية غير النفطية بنســــبة %14 مقارنة بالعام السابق لتصل إلــــى 272.3 مليــــار ريال تقريبًا. بالإضافة إلــــى ذلــــك، زادت قيمة الــــواردات الســــلعية في عام 2023م بنســــبة %9 مقارنة بعام 2022م لتصل إلى 776 مليار ريال تقريبًا.

أمــــا علــــى جانــــب التطــــورات الماليــــة والنقديــــة، اســــتمرت الحكومــــة فــــي تنفيــــذ العديــــد مــــن المبادرات والإصلاحات الهيكلية في ظل التوســــع فــــي الإنفاق على القطاعات الاســــتراتيجية ســــعيًا في تحقيق نمو اقتصادي مســــتدام، واستكملت تبني السياسات المســــاهمة في تعزيز الاستدامة الماليــــة. وقد أظهــــرت الميزانيــــة العامــــة للدولة استمرار المملكة في مواصلة مسيرة الإصلاحات الهيكلية الاقتصادية والمالية ودعم تنويع القاعدة الاقتصاديــــة بالإضافــــة إلــــى تســــريع الإنجــــاز فــــي تنفيذ المشــــاريع وتعظيم المكاســــب الاقتصادية المستقبلية. وشــــهدت الإيرادات انخفاضًا بحوالي %5 لتصل إلــــى 1,212 مليار ريــــال مقارنة بالعام السابق، ويعود السبب في ذلك غالبًا إلى انخفاض أســــعار النفط عن العام الســــابق التــــي أثرت على اجمالي الإيرادات على الرغم من ارتفاع الإيرادات الأخــــرى مقارنــــة بعــــام 2022م. في حيــــن ارتفع حجم المصروفات بنسبة %10 عن العام السابق ليصــــل إلــــى حوالــــي 1,293 مليار ريال. وســــجلت ميزانيــــة الدولة عجزا يُقدر بحوالــــي 81 مليار ريال، فيما بلغ رصيد الدين العام ما يعادل %26.2 من الناتــــج المحلــــي الإجمالي، وذلك يعــــود إلى رغبة المملكة في تســــريع تنفيــــذ المشــــاريع والبرامج ذات العائد الاجتماعي والاقتصادي، أخذاً في عين الاعتبار مبادئ الاســــتدامة الماليــــة والحفاظ على مستويات آمنة من الاحتياطات الحكومية.

وقد ســــجل عرض النقود بتعريفه الشامل (ن3) في نهاية عام 2023م نموًا ســــنويًا بنســــبة %7.6 ليصــــل إلــــى 2,685 مليــــار ريــــال مقارنــــة بالعام السابق. وبالنظر الى مكونات عرض النقود (ن3) في عام 2023م، يُلاحــــظ انخفاض عرض النقود بتعريفــــه الضيــــق (ن1) بشــــكل ســــنوي بنســــبة %0.3 مقارنة بالعام الســــابق. كما يُلاحظ ارتفاع عرض النقود (ن2) بشــــكل سنوي بنسبة %9.4 بالمقارنة بالعام السابق.

arrows

أما فيمــــا يخص القطــــاع المصرفي، فقــــد ارتفع رأس مــــال المصــــارف التجاريــــة واحتياطاتهــــا في نهاية عام 2023م بنســــبة %6 لتبلــــغ 464 مليار ريــــال تقريبــــًا. كما ارتفــــع إجمالــــي مطلوباتها من القطاعيــــن العــــام والخاص خلال الســــنة بنســــبة %9 لتبلغ 3,205 مليار ريال، وارتفع كذلك حجم الودائع المصرفية على المستوى السنوي وحقق نموًا بنســــبة %8. وفيمــــا يخــــص دور المصارف التجارية في دعم الأنشطة الاقتصادية المختلفة، فقــــد بلــــغ إجمالي الائتمــــان من قبــــل المصارف التجارية للأنشطة الاقتصادية في القطاع الخاص خلال عام 2023م مبلغ 2,583 مليار ريال تقريبًا، وذلك بارتفاع نســــبته %10 مقارنة بما كان عليه في العــــام الماضــــي. وبالنظر لتفاصيــــل الائتمان حســــب الأنشــــطة الفرعية، نجد أن حجم التمويل المصرفــــي قد زاد لمعظم الأنشــــطة الاقتصادية، وكان أكبرهــــا نمــــوًا قطــــاع الأنشــــطة المهنيــــة والعلمية والتقنية بنســــبة %51، وقطاع التعليم بنســــبة %33، وقطــــاع إمدادات الكهربــــاء والغاز والميــــاه بنســــبة %28 وقطاع الأنشــــطة المالية وأنشطة التأمين بنســــبة %16 وقطاع الصناعات التحويلية بنسبة %0.5. في المقابل، شهد حجم التمويل الممنوح لقطاع الزراعة والغابات وصيد الأسماك تراجعًا بنسبة %5.

وقام الصندوق خلال عام 2023م بتقديم حزم من المبادرات المحفزة للمشاريع الصناعية، وتوسعت استراتيجية الصندوق لدعم الأهداف الوطنية للمملكة، من خلال زيادة أنشطته لتشمل عددًا من القطاعات الواعدة في الصناعة والطاقة والتعدين والخدمات اللوجستية، وواصل الصندوق نشاطه الإقراضي خلال عام 2023م بالموافقة على 134 قرضاًً بقيمة مالية بلغت 12.9 مليار ريال، مقابل 14.2 مليار ريال في عام 2022م، لتمويل مشاريع جديدة وتوسعية في قطاعات حيوية غطت 9 مناطق في مختلف أنحاء المملكة، وكان للقطاع الصناعي النصيب الأكبر من عدد القروض بـ 132 قرضاً بقيمة بلغت 12.8 مليار ريال. كما حظيت قروض المشاريع الصغيرة والمتوسطة بعدد 83 قرضاً (62% من عدد القروض المعتمدة) بقيمة تجاوزت 1.7 مليار ريال.

ومن ناحية أخرى، فقد شهد المؤشر العام للسوق الماليــــة الســــعودية ارتفاعًا بنهاية عــــام 2023 م بنســــبة %14، ليســــجل 11,967 نقطة بالمقارنة مع 10,479 نقطة في نهاية عام 2022م مسجلاً أعلــــى إغلاق ســــنوي منــــذ عــــام 2005م. وبلغت القيمــــة الإجمالية للأســــهم المتداولــــة خلال عام 2023 م حوالــــي 1,333 مليار ريال مقابل 1,708 مليار ريال في عــــام 2022م، أي بانخفاض بلغت نســــبته %22، وبلغت القيمة الســــوقية للأسهم المصدرة حوالــــي 11,259 مليار ريــــال، أي ارتفاع بحوالي %14 مقارنة بالعام الماضي.

464

مليار ريال رأس مال المصارف التجارية واحتياطاتها

14

نمو المؤشر العام للسوق المالية السعودية

11259

مليار ريال القيمة السوقية للأسهم المصدرة
arrows

وشــــهدت الســــوق الماليــــة الســــعودية خلال عام 2023م زيــــادة فــــي فــــرص التمويــــل والنمــــو للشــــركات وزيادة القنــــوات الاســــتثمارية، كما تم إدراج 8 شركات في السوق من قطاعات الخدمات الماليــــة، الخدمــــات التجاريــــة والمهنيــــة، الأدوية، إنتاج الأغذيــــة، النقل، الطاقــــة، والإعلام والترفيه. ليصل إجمالي عدد الشركات المدرجة بالسوق إلى 231 شــــركة بنهاية العام. وبلغت القيمة السوقية للشــــركات التي طُرحت وأُدرجت في السوق خلال عــــام 2023م حوالي 63 مليار ريال والتي تشــــكل حوالي %0.6 مــــن إجمالي القيمة الســــوقية. في حيــــن أغلق مؤشــــر الســــوق الموازية (نمــــو) عند مســــتوى 24,529 نقطة بالمقارنــــة مع 19,417 نقطة في العام الماضي، ليســــجل المؤشر ارتفاعًا على أساس سنوي بنسبة %26.

وفــــي إطار زيــــادة عمق مســــتوى أســــواق المال ودورها في الاقتصاد الســــعودي، فقد شــــهد عام 2023م عــــدة أحداث منها إتمام عمليتي اندماج فــــي الســــوق الســــعودي لعــــدد مــــن الشــــركات المدرجــــة. وإطلاق أحــــدث منتجات المشــــتقات المالية مثل عقــــود الخيارات للأســــهم المفردة.

بالإضافة الى اكتمال تطبيق 6 تحســــينات جديدة تضمنــــت إلغــــاء الصفقــــات العادية في الســــوق الرئيســــية، وتغييــــر آليــــة احتســــاب ســــعر الإغلاق لأدوات الديــــن وصناديــــق المؤشــــرات المتداولة باحتســــاب الســــعر المتوســــط، وأوامــــر الإلغــــاء عنــــد انقطــــاع الاتصــــال، وخدمــــة طلــــب عــــرض الســــعر للصفقــــات المتفــــاوض عليهــــا، وخدمة نســــخة تنفيــــذ العميل. ووفقــــًا للتقرير الســــنوي للمؤشرات التنافسية المرتبطة بالأسواق المالية والصــــادر مــــن المعهــــد الدولي للتطويــــر الإداري IMD لعــــام 2023م، فقــــد قفــــزت المملكــــة ســــبع مراتب مقارنة بموقعها في عام 2022م، لتحتل المركــــز الثالث بين الدول الأكثر تنافســــية في مجموعة العشــــرين (G20). يأتي ذلك نظير جهــــود منظومــــة الســــوق الماليــــة وتحســــيناتها المستمرة خلال الفترة الماضية من أجل تطوير قطاع السوق المالية بالمملكة.

وشــــهد عــــام 2023م الإعلان عــــن فــــوز المملكة باســــتضافة معــــرض أكســــبو 2030م. وإطلاق 4 مناطــــق اقتصادية خاصــــة، تتميز بنظم تشــــريعية ولوائــــح خاصة للنشــــاطات الاقتصادية من شــــأنها أن تجعــــل هــــذه المناطق من الأكثر تنافســــية في العالم لاستقطاب أهم الاستثمارات النوعية، فيما تم الإعلان عن المخطط العام للمراكز اللوجستية الــــذي يهــــدف إلى تطويــــر البنيــــة التحتيــــة للقطاع اللوجســــتي في المملكة. كما شــــهد عام 2023م افتتاح أول مصنع للســــيارات في المملكة شــــركة «لوسيد» ومنح الترخيص لشركة «سير» لإقامة منشأة تصنيع السيارات الكهربائية في المملكة.

logo
arrows

وقد حظي الاقتصاد السعودي بتقدير وإشادة العديد من الجهات الاقتصادية العالمية. حيث أشاد صندوق النقد الدولي بمتانة الاقتصاد المحلي وانضباط الوضع المالي للمملكة وبما يشهده الاقتصاد السعودي من حالة ازدهار، مشيداً ببلوغ معدلات البطالة أدنى مستوياتها في المملكة. وأثنى الصندوق على قوة القطاع النقدي والمالي في المملكة، لتأتي توقعات صندوق النقد الدولي إيجابية لاقتصاد المملكة على المدى القريب والمتوسط، واستمرار الحسابات المالية العامة في مستوى قريب من التوازن. بالإضافة إلى احتواء التضخم واستمرار الإصلاحات في ظل «رؤية السعودية 2030»، حيث استطاعت المملكة أن تنفذ خطتها لتحقيق التنوع الاقتصادي، بما في ذلك الحد من الاعتماد على النفط. بالإضافة إلى توقعات لاستمرار زخم نمو إجمالي الناتج المحلي غير النفطي. ويأتي ذلك في ظل قوة الإنفاق الاستهلاكي والتعجيل في تنفيذ المشروعات والتي بدورها تسهم في تعزيز الطلب. وذكر صندوق النقد الدولي أن جهود «رؤية السعودية 2030» ساهمت في إصلاحات وتحسينات كبرى في البيئة التنظيمية ومناخ الأعمال. وتعد «مبادرة السعودية الخضراء» من اهم المبادرات التي ستساعد المملكة على تحقيق هدف الانبعاثات الصفرية الصافية وتحقيق اقتصاد منتج أخضر.

وما زالت المملكة تتمتع بتصنيف ائتماني متميز على المستوى العالمي بالرغم من الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم حيث صنفت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني المملكة في شهر سبتمبر من عام 2023م عند مستوى (1-A-/A) مع نظرة مستقبلية مستقرة نظراً لاستمرار جهود المملكة بالإصلاحات الملحوظة في السنوات الأخيرة، وتحقيقها لتحسينات هيكلية أسهمت في دعم التنمية المستدامة للقطاع غير النفطي، إضافةً إلى جهود المملكة في كيفية إدارة المالية العامة، والحفاظ على مستوى متوازن للدين العام. بالإضافة إلى توقعات لنمو الناتج المحلي الإجمالي ونمو القطاع غير النفطي بالمملكة. بينما صنفت وكالة فيتش الائتمان السيادي للمملكة في شهر أبريل 2023م عند مستوى (A+) مع نظرة مستقبلية مستقرة، معللة ذلك بسبب قوة ميزانيتها العمومية داخلياً وخارجيا، حيث تأتي كل من نسبة الدين الحكومي إلى الناتج المحلي الإجمالي وصافي الأصول الأجنبية للجهة السيادية في مستوى أقوى بكثير، بالإضافة إلى وجود احتياطات مالية كبيرة في صورة ودائع وغيرها من أصول القطاع العام. كما صنفت وكالة موديز المملكة عند مستوى A1 في شهر مارس 2023م مع نظرة مستقبلية مستقرة إلى إيجابية، وذلك لاستمرار الحكومة في تطوير السياسة المالية إضافة إلى الإصلاحات والاستثمارات في مختلف القطاعات غير الهيدروكربونية التي من شأنها تقليل اعتماد المملكة على الطاقة الهيدروكربونية مع مرور الوقت والدور المحوري للمبادرات ومشاريع التنوع الاقتصادي الحكومي المدعوم باستثمار القطاع الخاص، وتأثيره الإيجابي في النمو الاقتصادي وتحسين النظرة المستقبلية.

ختاماً، هناك تحديات اقتصادية وجيوسياسية عالمية أدت إلى تقلبات في النشاط الاقتصادي، مما أدى إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وتشكيل ضغوطات تضخمية. وعلى الرغم من ذلك، إلا أن المملكة واصلت جهودها الإصلاحية لتنويع مصادر الدخل ودعم استقرار الاقتصاد المحلي، بما في ذلك زيادة مساهمة القطاعات غير النفطية. كما عملت على تعزيز مرونة الاقتصاد المحلي وقدرته على الصمود في مواجهة التحديات والتغيرات الاقتصادية العالمية من خلال تطبيق سياسات واجراءات اقتصادية حكيمة. وهذا يضمن بحول الله استمرارية النمو الاقتصادي، والحفاظ على قوة ومتانة اقتصاد المملكة.

logo