البوليمر المقوى بالألياف الزجاجية: مستقبل البناء المستدام

إدارة دراسات السوق

لمحة تاريخية

اُخترع البوليمر المقوّى بالألياف الزجاجية في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي لاستخدامه في تطبيقات بناء جزئية، وأصبح منذ ذلك الحين معياراً لصناعة البناء. ظهرت المزايا المعمارية للبوليمر المقوّى بالألياف الزجاجية أثناء محاولة هدم "بيت المستقبل" في ديزني لاند، وكان هذا المبنى المستقبلي قد بُني بالكامل باستخدام البوليمر المقوّى بالألياف الزجاجية وغيرها من منتجات الألياف الزجاجية في 1957. وعندما انتفت الحاجة إلى ذلك المبنى، وُضعت خطة لهدمه في 1967. وعند هدم المبنى، ارتدت كرة الهدم المستخدمة في الهدم بشكل عجيب عن المبنى دون هدمه، وهنا ظهرت إمكانيات البوليمر المقوّى بالألياف الزجاجية، وتُوسِّع في استخدامه منذ ذاك الحين، وبحلول عام 1994، كان ما يقرب من 600 مليون رطل من الألياف الزجاجية قد استُخدم في قطاع البناء.

قضبان التسليح من البوليمر المقوى بالألياف الزجاجية تغزو الشرق الأوسط

تُمثّل قضبان البناء من البوليمر المقوّى بالألياف الزجاجية أحدث جيل من منتجات البناء. وتتميز تلك المادة بقدرتها على تقوية الخرسانة، وتُستخدم حالياً لتحل محل قضبان التسليح المصنعة من الفولاذ. ومن المتوقع أن ينتشر استخدام قضبان التسليح المصنعة من البوليمر المقوّى بالألياف الزجاجية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعد اعتماد المنتج في كود لبناء الدولي. ويُحتمل أن ينتشر استخدامها في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جراء ظروف التربة في تلك المنطقة. ويُعد هذا المنتج البديل أحد أفضل الحلول في البناء، نظراً لخصائصه المضادة للتآكل، والتي تتيح الاستدامة في مواد البناء. وفيما يلي مقارنة بين الميزات الإضافية التي يوفرها حديد التسليح مقارنةً بقضبان البوليمر المقوّى بالألياف الزجاجية.

قضبان التسليح المصنعة من البوليمر المقوى بالألياف الزجاجية	حديد التسليح	عناصر المقارنة
√	×	أخف وزنًا بـ 4 مرات من القوة المكافئة في حديد التسليح الفولاذي
√	×	غير موصل للحرارة والكهرباء
√	×	مقاومة التآكل والصدأ
√	×	سرعة التركيب وسهولته
√	×	انخفاض التكاليف طول مدة المشروع
×	√	المقاومة لدرجات الحرارة العالية
√	×	غير مغناطيسي (لا يتأثر بالمجالات الكهربائية)
×	√	الوعي بالمنتج
√	×	انخفاض تكاليف النقل والتخزين​

قضية الوعي بالمنتج في السوق السعودية

عند الاستقصاء عن المستخدمين النهائيين المحتملين لقضبان التسليح المصنوعة من البوليمر المقوّى بالألياف الزجاجية في السوق المحلية، كان من الواضح أن هناك نقصاً في الوعي بالمنتج، حيث انحصر استخدامه فقط بين عدد قليل من المستخدمين ممن يعرفون المنتج. وقد تُعزى قلة الاستخدام إلى التكلفة العالية لقضبان التسليح من البوليمر المقوّى بالألياف الزجاجية مقارنةً بالفولاذ. ومع ذلك، وبالنظر إلى التكاليف الحالية وطويلة الأجل، فإن قضبان التسليح من البوليمر المقوّى بالألياف الزجاجية تُعد أعلى قليلاً في السعر لكل متر بحوالي + 0.42 ريال سعودي مقارنةً بحديد التسليح الفولاذي. وتنخفض تكلفة التركيب والصيانة والمعالجة انخفاضاً بالغاً عند استخدام قضبان التسليح من البوليمر المقوّى بالألياف الزجاجية بدلاً من الفولاذ. وقد تَسَبّب عدم الوعي بالمعلومات المذكورة أعلاه في معاناة العديد من الشركات المصنعة حيث يوجّهون معظم ميزانياتهم نحو التسويق.
ونظراً للتحدي المتمثل في قلة الوعي بالبوليمر المقوّى بالألياف الزجاجية، فباستطاعة الحكومة أن تؤدي دوراً أساسياً في حل هذه المشكلة ضمن أهداف رؤية المملكة لعام 2030 المتمثل في تمكين المحتوى المحلي، كما يُمكن للحكومة تسويق المنتج عبر المستخدمين النهائيين المحتملين وتشجيع استخدامه من خلال تخصيص نسبة من استخدامه في المشاريع الكبرى والعملاقة التي تشكل جزءاً من رؤية 2030.
وختاماً، فإن قضبان التسليح المصنوعة من البوليمر المقوّى بالألياف الزجاجية، تُعد بلا شك أحدث جيل من المنتجات المستخدمة في قطاع البناء والتشييد، إذ تُستخدَم لتقوية الخرسانة، وتتفوق مزاياها على المنتجات التقليدية مثل الصلب. وقد اُستخدمت قضبان التسليح المصنوعة من البوليمر المقوّى بالألياف الزجاجية دولياً منذ الستينات. وواجهت قضبان التسليح المصنوعة من البوليمر المقوّى بالألياف الزجاجية تحدياتٍ متعددةً عند طرحها الجديد في السوق المحلية. تمثّلت في اعتماد الطلب على مستخدم نهائي واحد (أرامكو) وعدم الوعي بالمنتج بين المستخدمين النهائيين المحتملين. ومع ذلك، يمكن أن تشكّل العديد من العوامل، مثل دعم الحكومة السعودية في تحفيز استخدام قضبان التسليح المصنوعة من البوليمر المقوّى بالألياف الزجاجية من خلال البرامج المالية وغير المالية، طلباً في السنوات المقبلة.

​إخلاء مسؤولية: إن المعلومات المشمولة في هذا التقرير معدة لأغراض المعلوما​ت العامة فقط، وتم تقديم هذه المعلومات من قبل الصندوق، حيث يحرص الصندوق على صحة المعلومات إلا أنه لا يقدم أية إقرارات أو تعهدات من أي نوع كان، سواء بشكل صريح أو ضمني، فيما يتعلق بتمام، أو دقة، أو موثوقية أو ملائمة المعلومات أو المنتجات أو الخدمات أو الرسومات ذات الصلة في النشرة لأي غرض كان. ولذلك فإن اعتمادكم على هذه المعلومات يكون بشكل تام على مسئوليتكم. لا يتحمل صندوق التنمية الصناعية السعودي أي التزام أو مسؤولية من أي نوع عن أي أخطاء أو سهو في محتوى هذا التقرير ويتنصل كذلك من أي مسؤولية من أي نوع عن أي خسارة مهما كانت سببها فيما يتعلق باستخدام هذا التقرير. المواد والمعلومات الواردة في هذا التقرير عرضة للتغيير في أي وقت دون إشعار مسبق.