محرر المحتوى

​​

تأثير الأتمتة على صناعة الإنشاءات​

إدارة دراسات السوق

شهدت المملكة العربية السعودية تغيرًا جذريًا في بنيتها التحتية خلال العقد الماضي خاصةً بعد بدء رؤية 2030 والتي تسير بالتوازي مع تطوير مجال الإنشاءات. على الرغم من حداثة العديد من المشاريع إلا أن صناعة الإنشاءات ما تزال تعتمد كثيرًا على الممارسات التقليدية وعمليات الإنشاء البطيئة نسبياً (نظام الخرسانة المسلحة). عمليات الإنشاء التقليدية تضم العديد من المشكلات، مثل سلامة العمال وتجاوز التكلفة والوقت وسوء الجودة ونفايات البناء ونقص الموارد والعمالة ذات المهارات العالية. وفقًا لرئيس هيئة المقاولين السعوديين، أصدر مجلس الوزراء قرارًا في 2020 بدراسة التحول الصناعي لقطاع الإنشاءات، وقد كان ذلك تحولًا إستراتيجيًا لحل مشكلات عمليات الإنشاء التقليدية. ومن شأن التحول الصناعي أن يؤدي إلى زيادة نطاق عمل هذا القطاع عن طريق اجتذاب الأفراد المُختصين وتشجيعهم على بناء مصانع ابتكارية، حيث سيؤدي ذلك إلى التحول في ديناميكية أداء القوى العاملة في عمليات الإنشاء التقليدية عبر تقليل عدد الوظائف ذات المهارات المنخفضة والتي تهيمن عليها العمالة الأجنبية حاليًا مقابل توفير وظائف وفرص جديدة للسعوديين في مجال التصنيع المتقدم. تمثل الأتمتة إحدى طرق تحويل قطاع الإنشاءات، حيث أن لأتمتة مجال الإنشاءات دورًا أساسيًا في حل العديد من القضايا المتعلقة بعمليات الإنشاء التقليدية. لأتمتة الإنشاءات طريقتان: الأتمتة داخل موقع البناء والأتمتة خارجه في بيئة محكمة كالمصنع. 

تتضمن الأتمتة داخل الموقع وجود روبوتات البناء، بينما تتضمن الأتمتة خارج الموقع وحدات مُسبقة التجهيز أو مُسبقة الصنع والتي تحاكي أفضل الممارسات التصنيعية المتقدمة. تُسهم أتمتة عملية الإنشاءات في تلبية الطلب المرتفع على البُنى التحتية والمباني إلى جانب تعزيز استدامة دورة حياة المشروع، حيث توفر إمكانات كبيرة لتقليل وقت الإنتاج والمدة الزمنية للمشروع مع زيادة الكفاءة المادية وإنتاجية العمل؛ وبالتالي تعوض النقص في العمالة المهرة. ويمكن للأتمتة تحسين صحة العمال وسلامتهم وتقليل التأثير البيئي للعمل وفتح المجال لتقديم تصاميم جديدة.

​تُعد الوحدات مُسبقة التجهيز إحدى طرق التصنيع خارج الموقع التي تقلل عدد العمليات التي تنفَذ في الموقع. عند استخدام الوحدات مُسبقة التجهيز، تُصنع مكونات المبنى وتجمع في المصنع ومن ثم تسلم إلى موقع البناء لإقامتها هناك. ومن المثير للاهتمام أن الوحدات مُسبقة التجهيز وأتمتة البناء ليستا متشابهتين ولكنهما ممارستان تكميليتان. تضم عملية إعداد الوحدات مسبقة التجهيز تقنيات أتمتة البناء التي توفر معدات من شأنها تسريع عملية التصنيع مع الحفاظ على أو تحسين مستوى الجودة. ختاماً، أعتقد أن عملية أتمتة الوحدات المُسبقة التجهيز هي أفضل حل لتلبية الطلب المرتفع على مشاريع البناء في السنوات القادمة، حيث أنها تنقل أنشطة التشييد من مواقع البناء إلى المصانع تحت بيئة مألوفة للمراقبة ورفع الجودة، كما أنها تساهم في سير عمل الإنتاج الرقمي في إستراتيجيات التصنيع والتجميع وتعزيز التصميم المُبتكَر للمباني. عملية أتمتة الوحدات مسبقة التجهيز ستحفز قادة الصناعة وأصحاب المصلحة على إقامة علاقات منسقة وتعاونية بين المعماريين والمهندسين والمصنعين لوضع إرشادات وقواعد وإستراتيجيات جمالية وسياسات من أجل التحول الصناعي لقطاع الإنشاءات، كما أعتقد أنها خطوة حاسمة لتلبية الطلب في المملكة وتلبية رغبات السعوديين.


​إخلاء مسؤولية: إن المعلومات المشمولة في هذا التقرير معدة لأغراض المعلوما​ت العامة فقط، وتم تقديم هذه المعلومات من قبل الصندوق، حيث يحرص الصندوق على صحة المعلومات إلا أنه لا يقدم أية إقرارات أو تعهدات من أي نوع كان، سواء بشكل صريح أو ضمني، فيما يتعلق بتمام، أو دقة، أو موثوقية أو ملائمة المعلومات أو المنتجات أو الخدمات أو الرسومات ذات الصلة في النشرة لأي غرض كان. ولذلك فإن اعتمادكم على هذه المعلومات يكون بشكل تام على مسئوليتكم. لا يتحمل صندوق التنمية الصناعية السعودي أي التزام أو مسؤولية من أي نوع عن أي أخطاء أو سهو في محتوى هذا التقرير ويتنصل كذلك من أي مسؤولية من أي نوع عن أي خسارة مهما كانت سببها فيما يتعلق باستخدام هذا التقرير. المواد والمعلومات الواردة في هذا التقرير عرضة للتغيير في أي وقت دون إشعار مسبق.